• 9087 قراءة


  • 0 تعليق

الخط الأبيض

المسند: أطالب بوضع معيار بيئي نعتمد عليه في تأجيل المباريات

 

بريدة - بندر العبيد

    الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة على الرياضيين، هناك آخرون ليسوا بالوسط الرياضي وأصحاب مسئوليات كبيرة ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها حديثاً أو منذ فترة.

الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد، وضيفنا اليوم هو الدكتور الفلكي والمناخي عبدالله المسند عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم.

* وجهت دعوة في أحد رسائلك المتخصصة في الطقس والمناخ لتعليق المباريات حال حدوث العواصف الغبارية لماذا؟


- لأنه توجد مخاطر صحية كامنة على الإنسان، وعلى وجه التحديد اللاعبين الرياضيين في تنفس كميات كبيرة من الهواء الملوث بالعوالق الدقيقة القابلة للاستنشاق (أقل من 10 ميكرون PM10، علماً أن قطر شعرة الإنسان تعادل 50 ميكرون)، فإن رئة اللاعب ستكون محط ترسيب لتلك الجزيئات الغبارية الدقيقة، والخطيرة، التي قد تصيب اللاعب بأمراض الجهاز التنفسي، أو لا قدر الله سرطنة الرئة، وقد تدخل تلك الجزيئات إلى الدورة الدموية خاصة الأصغر من 2.5 ميكرون وفقاً لأبحاث علمية، إذ إن اللاعب وخلال أكثر من 100 دقيقة تقريباً، يضطر إلى استنشاق كميات ملوثة من الهواء أكثر من غيره، وما يقال في لاعب كرة القدم ينسحب بالضرورة على رياضة المشي وغيرها من الرياضات التي تقام في الأماكن المكشوفة والملوثة بالغبار.

 * وما الحل من وجهة نظرك كمتخصص في علم المناخ؟

- أُنادي بوضع "معيار بيئي رياضي" نعتمد عليه في تعليق المباريات الرياضية "المقامة في ملاعب مكشوفة" من عدمه، وذلك عبر الكشف الميداني الدوري عن جودة ونقاء الهواء، ومستوى تلوث الأجواء بالجزيئات الغبارية الدقيقة والخطيرة القابلة للاستنشاق (أقل من 10 ميكرون PM10)، وذلك عبر معيار علمي رقمي، يُتفق عليه من قِبل علماء الأرصاد والبيئة والصحة في السعودية، فإذا تجاوز تلوث الهواء المحيط بالملعب من الجزيئات العالقة المستنشقة الحد المسموح به وفقاً لمقاييس حماية البيئة التابعة للرئاسة العامة للأرصاد عُلقت المباراة.

* هل توافقني بأن اختيار أماكن إقامة الملاعب والمدن الرياضية، يجب أن يخضع لدراسات جغرافية؟.

- ليس فقط مواقع الملاعب والمدن الرياضية، بل كل منشأة دينية أو صناعية أو عسكرية أو علمية أو تجارية إلى غير ذلك كلها تخضع لمعايير جغرافية في اختيار الموقع الجغرافي، وشكل المبنى المنسجم مع البيئة المحيطة، وهذه مسألة مفطور عليها الإنسان منذ فجر التاريخ في اختيار منزله ومزرعته ومرفئه وغيرها، فالحياة تُجَغرف الإنسان شاء أم أبى.

* وهل يمكن للجامعات أن تضع برامج تساهم في تطوير الرياضة؟.

- الرياضة لم تصبح وسيلة تسلية أو ممارسة رياضية بحتة، بل أصبحت صناعة، وتجارة، وسياحة، بل وكرامة، وسياسة. ومنها أصبحت الرياضة علماً له أصوله وفصوله، من أجل تحقيق ما ذكرنا، أما عن جامعاتنا فدعها تؤدي الواجب أولاً، فإذا تم ذلك فتلقائيا ستساهم في تطوير الرياضة.

* في أمريكا المتطورة علمياً وثقافياً تعتمد الرياضة بأنواعها بشكل رئيسي على الجامعات بينما يعاني الرياضي الجامعي لدينا من شبح الحرمان والفصل لو حدث أن غاب عن بعض المحاضرات لمشاركته في بطولة ما.. ترى أين يكمن الفرق؟ وما الطريقة الأصح بيننا وبينهم؟.

- قد أخالفك في هذا في أمريكا وغيرها من الدول المتقدمة لا توجد علاقة تذكر بين الجامعات والنوادي الرياضية إذ إن النوادي الرياضية مؤسسات قائمة بذاتها ماليا وإداريا وعلميا، بل أحياناً أقوى وأشهر من الجامعة نفسها، ومع ذلك أقول هناك نظام قائم يحدد العلاقة بين الجامعة وبين النوادي بشأن تغيب الطلاب من أجل تأدية المباريات المحلية أو الدولية.

* أين الرياضة الجامعية من المشهد الرياضي؟.

- اسأل عميد شؤون الطلاب في كل جامعة.

* في نظرك هل تحتاج رياضتنا إلى تقنية "النانو" أو أخرى شبيهة حتى تعود منتخباتنا لتحقيق الانجازات؟.

- الرياضة وغيرها تحتاج إلى القوي الأمين، فالتدهور في المخرجات الرياضية السعودية الحالية وعلى وجه التحديد منتخباتنا يعكس جلياً التدهور في الإدارة الرياضية بشكل عام، فلا تُكثروا العتب على اللاعبين "ففي كل واد بني سعد".

* ألا ترى أن على اللاعبين السعوديين خصوصا الدوليين منهم مهمة إبراز عظمة الإسلام من خلال أفكار جديدة تعتمد على دراسات مقننة يمدون بها؛ وبالتالي يكسبونها زملاءهم اللاعبين المحترفين الأجانب وحتى جماهيرهم وربما من يواجهون من الفرق الأجنبية سواء مع منتخباتهم أو حتى مع أنديتهم؟.

- اللاعبون وخاصة المحترفين منهم محط أنظار وإعجاب كثير من الناس وعليه تتعاظم الرسالة والعبء على أكتافهم في تقديم صورة المسلم الحقيقية، خاصة في الميادين العالمية.

* في نظرك هل الرياضة تجمع أم تفرق؟ ولماذا؟.

- من أهدافها أن تجمع، ولكن في الواقع أنها تجمع قليلا وتفرق كثيرا.

* كيف تقرأ الرسائل السامية التي تقدمها الجماهير والأندية من خلال اللوحات في المدرجات أو الإعلانات على قمصان اللاعبين وغيره؟.

- لم أر غير دعايات تجارية على صدور وظهور اللاعبين ودعايات تجارية حول الملعب، وجماهير فوق المدرجات على أعصابها، ولوحة قديمة كُتب عليها لا للمخدرات.

* أيهما أقرب لطبيعة عملكم في المركز خط الهجوم في كرة القدم أم خط الدفاع؟.

- من يجني الثمار، ويلفت الأنظار، خط الهجوم بالتأكيد.

* هل توافقني الرأي بأن أسرع وسيلة لإيصال أي رسالة كانت هي الرياضة دون غيرها وخاصة إذا كانت الرسالة موجهة للشباب؟.

- لا أوافقك فالناس ترى في الرياضة رياضة فقط، ولا تستطيع الرياضة حمل سوى رسالة رياضية قليلة الدسم.

* لماذا يطلق البعض اسم الجلد المنفوخ على كرة القدم "استخفافا"ً بها ثم لا يلبث أن يطلق نيرانه في كل اتجاه بعد أي خسارة منتخب؟.

- في الواقع عندما تلعب رياضة محلية فهي تبقى في حدود الرياضة والتسلية وأمرها هين، بينما عندما تلعب رياضة عالمية مع منتخبات أخرى هنا اختلطت الرياضة مع الوطنية والقومية والعنصرية شئنا أم أبينا، ومنتخبنا واجهتنا يرفعنا أو يخفضنا، وليتك معي عندما كنت خلف شاشة عملاقة في الهواء الطلق أشاهد مباريات السعودية وألمانيا 2002م مع جمع غفير من الإنجليز في شرق بريطانيا فلما هُزم المنتخب بالثمانية تمنيت لو أن شعري أشقر حتى أختفي عن الأنظار الساخرة.

* أثبتت الأرقام والإحصائيات انخفاض الحوادث المرورية بدرجة كبيرة بعد تطبيق نظام "ساهر" هل تقترح نظام (مشابه) لحل مشكلة التعصب الرياضي؟.

- اخلطوا النوادي بعضها مع بعض وينحل التعصب، (وبجد) أقول التعصب وإن كان مقيتاً إلا إنه هو وقود المنافسة والمبادرة، وأخيراً لو يعلم المتعصبون وأبناء عم المتعصبين ما نحن (غير الرياضيين) فيه من نعمة وراحة نفسية لجلدونا عليها بالرشاشات.

* لو تلقيت دعوة لحضور نهائي كأس العالم، هل ستحضر أم ستجير التذكرة لشخص آخر ومن هو؟.

- بل سأحضر بنفسي، ولكن لن أشاهد المباراة!! سأشاهد تقنية بناء الملعب، سأشاهد تقنية تقديم الخدمات للجمهور، سأشاهد تقنية التصوير والإضاءة، سأشاهد تقنية التعامل مع الحشود، سأشاهد تقنية نقل الحشود، سأشاهد تقنية المواقف، سأشاهد تقنية صناعة التجارة من الرياضة، سأشاهد التقنيات الأمنية، فأنا همي هم وهموم المتفرجين حولي هم.

* متى كانت آخر زيارة لك للملاعب؟.

- بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

* البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟.

- في وجه مدراء المرور، لابعدهم من الميدان إلى دكة المتفرجين، (وبلغة الرياضيين أقولها ساخرا) سأُحضر مدراء مرور أجانب محترفين بعُشر أعشار راتب ريكارد ليديروا السير ويقضوا على التفحيط، فأرواحنا أهم من الرياضة.

* ولمن توجه البطاقة الصفراء؟.

- كل من ينفخ رصيده البنكي على حساب وطنه ومواطنيه، بل وأحياناً مقابل أرواحهم.

* ومن يستحق الميدالية الذهبية في نظرك؟

- تويتر

* لو قيض لك أن تعمل في حقل الرياضة من أي أبوابها ستدخل؟.

- إذا عندك عمل ووظائف في حقل الرياضة وظف مئات الآلاف من العاطلين، وبعدها تعال أعلمك من أين سأدخل.

* لأي من الأندية تدين الغلبة فيه؟.

- أندية عنيزة ثم القصيم، بعدها لا يهمني من غلب أو غُلب فكلها وطنية.

*****

 * عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم، والمشرف على جوال كون
1433-11-05هـ
2012-09-21م
www.almisnid.com
almisnid@yahoo.com

 

http://www.almisnid.com/almisnid/upload/conTupe.png متى عيدنا .. السبت أم الأحد!؟ متى عيدنا .. السبت أم الأحد!؟ متى عيدنا .. السبت أم الأحد!؟

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 11
أنت الزائر رقم 20,555