|
|||
---|---|---|---|
الهندسة الزراعية والمناخ التطبيقي في القرآن الكريم أ.د. عبدالله المسند قال تعالى: (يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ)، يشير القرآن الكريم إلى أهمية الموضع الجغرافي للنباتات والمزروعات، ويوجه المزارعين وأصحاب المشاريع الزراعية إلى أن يأخذوا الموقع الجغرافي في الزراعة كعامل أساسي في إقامة المشروع الزراعي الناجح، والإشارة القرآنية أكدت على أهمية المناخ التطبيقي على وجه التحديد، وهو عامل الطاقة المستمدة من الشمس، وتتمثل بالأشعة المرئية، والحرارية وأهميتها لعملية البناء الضوئي للشجرة. لذا امتدح عز وجل الموضع الجغرافي الذي يُمَكن شجرة الزيتون (وغيرها) من تلقي أشعة الشمس من شروق الشمس حتى غروبها، بعيداً عن الحواجز التضاريسية من جبال وهضاب وغيرها، لذا قال تعالى: ( لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ) أي أن الشجرة المرادة في التمثيل القرآني ليست شرقية الجهة تضربها الشمس في النصف الأول من النهار دون الثاني، وليست غربية الجهة تضربها الشمس في النصف الثاني من النهار دون الأول، بل هي في أرض مستوية ومسطحة تضربها الشمس طول فترة النهار، فهذا الموقع أبلغ لأن يكون زيت شجرة الزيتون هو الأصفى، والأنقى، والأجود حيث أخذت كفايتها من أشعة الشمس، ولهذا قال: (يَكَادُ زَيْتُهَا) من صفائه وجودته (يُضِيءُ .. وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ) لذا نجد الأراضي الزراعية الواقعة في السفح الجنوبي من الجبال في أوروبا أفضل وأغلى من الأراضي في السفح الشمالي منها؛ لكون الشمس في فصل الشتاء تصل إلى الجنوبية دون الشمالية، التي يحول الجبل دون وصول أشعة الشمس .. هذا والله أعلم.
لقراءة الموضوع والتعليقات عليه عبر حسابي في تويتر تفضل اضغط هنا.
24-04-2021 |
|||
|