• 336 قراءة


  • 0 تعليق

العواصف الثلجية في السعودية:

يتعرض شمالي السعودية لظاهرة العواصف الثلجية في فصل الشتاء أحياناً، على نطاق جغرافي ضيق، وفترة زمنية قصيرة جداً، ومن أهم المواقع الجغرافية التي تهطل الثلوج عليها منطقة تبوك، ممثلة في جبل اللوز، والذي يبلغ ارتفاعه نحو 2549م،  والواقع شمال غربي مدينة تبوك، وهو جزء من سلسلة جبال مدين، وهو سقف نيوم، وعلى نطاق زمني أقصر جبال علقان والظهر شمالي منطقة تبوك وشقري جنوبها، ومحافظتي طريف والقريات، وحزم الجلاميد.

 

والعامل الجغرافي المؤثر في سقوط الثلوج في السعودية إما أن يكون عامل الارتفاع عن سطح البحر كما في جبال اللوز، أو أن يكون الموقع الجغرافي يقع في أقصى شمالي السعودية، ويشار إلى إن مرتفعات السروات لا تتعرض إلى تهطال ثلجي، لسبب بسيط وهو الموقع الجغرافي الكائن في جنوب غربي المملكة، حيث تكون بعيدة عن المؤثرات الشمالية الباردة جداً سواء كانت كتلاً هوائية علوية في طبقات الجو العليا، أو سفلية فوق سطح الأرض، ولو جدلاً وقع جبل السودة (3015م) في أقصى شمال السعودية لأصبحت قمته بيضاء من الثلج لبضعة أسابيع في فصل الشتاء، وهذا لا يعني بالضرورة أن مرتفعات عسير لا تهطل فوقها الثلوج ولكنه حدث أندر من النادر وأقل من القليل.

 

وعادة تتشكل العواصف الثلجية التي تصل إلى السعودية في أشهر ديسمبر ويناير وفبراير وأحياناً في مارس، وبوجه عام وبسبب الموقع الجغرافي ظاهرة العواصف الثلجية في #السعودية قليلة الحدوث تكرارياً، ومحصورة زمانياً، ومحدودة النطاق مكانياً، وأيضاً بكميات قليلة، وحتى تتساقط الثلوج في منطقة جغرافية ما تتطلب الحالة أن تتظافر عوامل طبيعية معقدة منها:

  1. أن تكون درجة الحرارة السطحية درجتان فأقل.
  2. أن تكون درجة الرطوبة النسبية عالية نسبياً في الطبقة السطحية والعلوية.
  3. أن تكون درجة نقطة الندى صفراً.
  4. أن تكون درجة الحرارة في طبقة 850 هكتوباسكال (1.5كم ارتفاعها)  تقريباً -5 درجات مئوية.
  5. أن تكون درجة الحرارة في طبقة 500 هكتوباسكال (5كم ارتفاعها) تقريباً -27 درجة مئوية.
  6. وأن تكون قيمة خط السماكة Thickness في خرائط الغلاف الجوي 528 (لأفضل) تساقط.
  7. أخيرا ما سلف ليس بقاعدة أو قانون، إذ إن ارتفاع الموقع الجغرافي عن سطح الأرض قد يلعب دوراً كبيراً في تغيير القيم السالفة.

والثلج يختلف عن البَرَد إذ يتكون  الثلج من بلورات ثلجية هشة وخفيفة مثل ندف القطن، ويتخلق ـ بإذن الله تعالى ـ على ارتفاعات تصل إلى 5 كم، شريطة أن تكون الطبقات التي تحتها درجة الحرارة فيها أقل من الصفر المئوي حتى سطح الأرض، حتى يصل الثلج بسلام إلى الأرض، وتهطل الثلوج في أجواء قارسة البرودة، بينما البرد يتخلق ـ بإذن الله تعالى ـ على ارتفاعات عالية قد تصل إلى أعلى من 10كم أحياناً، وقد يكون في أي وقت في السنة، وتشكله لا يتطلب ظروفاً معقدة كما في الثلج.

هذا والله أعلم.

أ.د. عبدالله المسند

نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 9
أنت الزائر رقم 553