ماذا لو فقدتم تعاقب الليل والنهار؟
﴿أَفَلَا تَسْمَعُونَ﴾ ؟
﴿أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾ ؟
نداء عقلي وقلبي معًا، للتأمل والتدبر في هذا النظام الإلهي المتقن .. ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا﴾
تأمُل علمي في سر تعاقب الليل والنهار
من أعظم الآيات الكونية التي توقف عندها العقل الإنساني قول الله تعالى:
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ﴾
﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَٰهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ۖ أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾
هاتان الآيتان تمثلان في جوهرهما سؤالًا استنكاريًا من الله عز وجل للبشر: ماذا لو فقدتم تعاقب الليل والنهار؟ من غير الله يبدّل هذا النظام الكوني الدقيق؟!
🔬 علميًا: ما الذي يجعل الليل والنهار يتعاقبان؟
🔰 إن محور دوران الأرض يميل بزاوية قدرها 23.5 درجة.
🔰 وتدور الأرض حول محورها بسرعة تبلغ نحو 1670 كم/ساعة عند خط الاستواء.
🔰 تستغرق الدورة الواحدة حول نفسها 24 ساعة تقريبًا، مما ينتج عنه تعاقب الليل والنهار على الكرة الأرضية.
🧭 ماذا لو لم تدور الأرض حول نفسها؟
💠 لأصبحت جهة واحدة من الأرض في ظلام دائم (ليل سرمدي)، والجهة الأخرى في ضوء دائم (نهار سرمدي).
💠 الجهة المظلمة ستنخفض فيها الحرارة إلى ما دون الصفر المئوي بكثير.
💠 الجهة المشمسة سترتفع فيها درجات الحرارة إلى نحو 80 درجة مئوية.
💠 الحياة النباتية ستنهار: التمثيل الضوئي يتوقف في الليل السرمدي، والنباتات تموت في النهار السرمدي بسبب الاحتراق والجفاف.
💠 نظام النوم البيولوجي للإنسان (الساعة الحيوية) سيتعطل تمامًا، مما يؤدي إلى اضطرابات عصبية ونفسية وجسدية.
💠 قد تتوقف الدورة المناخية أو تضطرب اضطرابًا شديدًا.
كل هذا يؤكد أن تعاقب الليل والنهار ليست مجرد راحة أو ظاهرة بصرية، بل هي نظام حياة شامل لكل كائن حي.
🧠 من الذي يضبط هذا الناموس الكوني؟
🛡️ لا تملك البشرية جمعاء اليوم وسيلة لتغيير هذا الحدث لو حدث.
🛡️ من ذا الذي يجعل الشمس تُشرق من المشرق وتغيب من المغرب، ثم تُعاود ذلك بدقة كل يوم؟
🛡️ ومن الذي جعل الأرض تدور بهذا الإيقاع المنتظم منذ ملايين السنين دون اختلال؟
الجواب في نهاية الآية:
﴿أَفَلَا تَسْمَعُونَ﴾ … ﴿أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾
نداء عقلي وقلبي معًا، للتأمل والتدبر في هذا النظام الإلهي المتقن.
#فجريات_المسند_46
أ.د. عبدالله المسند
2025-1446
|