|
|||
---|---|---|---|
تأملات في عظمة الخالق والجنة الموعودة حين أتأمل في هذا الكون العظيم، وأتفكر في قدرة الخالق المالك المدبر، يعتريني شعور مهيبٌ يخفق له قلبي وترتجف له جوارحي، إذ أجد نفسي أمام آياتٍ باهرة من الإبداع الإلهي، وحقائق مذهلة تفيض بالعظمة والكمال. هذا الكون الفسيح، الذي تمتد أرجاؤه بلا حد، هو مجرد خلق من خلق الله، ومع ذلك يملأ الأعين والقلوب روعةً وبهاءً، فكيف بجنة أعدها الرحمن لعباده الصالحين؟! جنةٌ صنعها بيده، جمالها يفوق الوصف، وسعتها تتجاوز الخيال، ولو اجتمعت عقول البشر كلها لما استطاعت أن تتخيلها، فلا نستطيع رؤيتها في الحلم، ولا تصورها في العلم‼️ .. لقد قطع الحبيب ﷺ الطريق على أي محاولة لتصورها، فقال: "قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر" وصدق الله العظيم إذ قال: ﴿فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون﴾. إنها الجنة، يا سادة! إنها الجنة، يا أيها الصائمون تعبّدًا لله، رجاءً في رضوانه وجنانه .. فكيف بجنة صنعها الجبار الكبير، العليم الخبير، الغني الحميد، فكيف يكون حالها؟! كيف يكون نعيمها؟! إذا علمت أن الذي خلق الكون الشاسع، قد خلق لك جنةً أعظم وأجمل وأوسع، ووعدك بها، فإن قلبك يمتلئ بالسرور، وروحك تغتسل بالنور، وبمجرد ذكراها ينقشع الحزن، وبالتفكر فيها يزول الغم، وفي انتظارها تذوب الهموم. يا معشر الصائمين .. في عبادة التأمل في الموجودات، والتدبر في المخلوقات، والتفكر في الآيات، شفاءٌ للقلوب، وطمأنينةٌ للنفوس، وعلاجٌ لكثيرٍ من الأمراض النفسية كالقلق، والتوتر، والخوف، والاكتئاب .. فاجعلوا عبادة التأمل زادكم، والتفكر أنيسكم، لعل الله أن يرحمكم، ويملأ قلوبكم بشوقٍ صادقٍ إلى جنته، حيث النعيم الأبدي والسرور الذي لا ينقطع. اللهم اجعلنا جميعاً من ورثة الفردوس الأعلى، برحمتك وفضلك، يا كريم. #فجريات_المسند_46 أ.د. عبدالله المسند 2025-1446 |
|||
|