|
|||
---|---|---|---|
طرفا محور الكون: المسجد الحرام والبيت المعمور‼️ لو اجتمع كل الخلق منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، وطافوا جميعاً حول الكعبة المشرفة، وهم عشرات المليارات من البشر، كيف سيكون ذلك المشهد؟ إنه مشهد مهيب، عظيم، ومؤثر، يملأ القلوب بالرهبة والإجلال، ويشرق له الإنسان عجبًا من عظمة الخالق ووحدانيته. هذا المشهد الخيالي الرائع يحدث الآن في الحقيقة على مستوى كوني أعظم وأوسع .. مليارات المجرات في السماء تدور وتطوف في مداراتها حول مركز كوني مجهول تعبداً وتسليمًا لأوامر الخالق المالك المدبر، سبحانه وتعالى. ولا يعلم أحدٌ منا حقيقة هذا المركز ولا مكانه، فذلك أمرٌ اختص الله بعلمه دون سواه. وقد يكون كوكب الأرض، الذي يحتضن بيت الله الحرام وكعبته المشرفة، نقطةً ذات خصوصية في هذا الكون الواسع، وفوقها مباشرة في السماء السابعة يوجد البيت المعمور، بيت الطواف السماوي، الذي يطوف حوله الملائكة في عبادة دائمة لا تنقطع .. فهل يمثل هذان البيتان المباركان طرفي محور الكون، أحدهما في السماء والآخر في الأرض؟ وقد يمر هذا المحور الكوني الافتراضي على الأرضين الست الباقية والمبثوثة في السموات .. لا أعلم .. الله أعلم. الحقيقة أننا لا نعلم، ولا يمكن لأحد أن يزعم العلم اليقيني بذلك؛ لأن العلم الكامل مختص بالله وحده. قال تعالى: "وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا" إن ما نستطيع فعله هو التفكر والتدبر، امتثالاً لأمره سبحانه: "وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ". إن التأمل في هذا الكون وطوافه العظيم حول مركزه الخفي، يدفعنا إلى الإقرار بعظمة الله المطلقة، ويجعل قلوبنا تخشع أمام قدرته وحكمته التي تتجلى في كل ركن من أركان الكون .. هذا والله أعلم. #فجريات_المسند_46 أ.د. عبدالله المسند 2025-1446 |
|||
|