كيف نطمئن لمخرجات النماذج المناخية؟

تُجرى تحديثات مستمرة على النماذج المناخية بهدف تحسين دقتها ورفع مستوى موثوقيتها .. هذه النماذج ليست سوى محاكاة رقمية معقدة تعتمد على معادلات رياضية تفصيلية تحاول تمثيل النواميس والسنن الكونية التي أودعها الله في نظام الطقس والمناخ.

🔍 آلية بناء النماذج المناخية وتحديثها
1️⃣ يتم جمع بيانات ضخمة عن الضغط، الحرارة، الرطوبة، الرياح، والإشعاع الشمسي، ثم معالجتها وإدخالها في النماذج الرقمية.
2️⃣ لا يتم اختبار دقة النماذج على التنبؤ بالمستقبل مباشرة، بل يُستخدم "التحقق العكسي"، حيث يتم تشغيل النموذج لمحاكاة الماضي باستخدام البيانات القديمة، ثم يتم مقارنة النتائج بالمشاهدات الحقيقية المسجلة.
3️⃣ إذا وُجدت فروقات بين مخرجات النموذج والمناخ الحقيقي المسجل، يتم تحسين المعادلات وتصحيح العوامل الفيزيائية المستخدمة حتى تصبح النتائج أكثر دقة.
4️⃣بعد التحقق العكسي وتحسين الدقة، يتم تشغيل النموذج للتنبؤ بالطقس والمناخ المستقبلي، مع الأخذ بالاعتبار الحدود الحسابية وعدم اليقين في بعض المتغيرات.

🎯 مدى دقة النماذج واحتمالات الخطأ
🔸 لا توجد نماذج دقيقة 100% بسبب العوامل الكثيرة التي تؤثر على المناخ، ولكن بعض النماذج تُظهر أحياناً دقة تصل إلى 80% في توقعات الأيام القريبة، وربما 50% في التوقعات بعيدة المدى.

تظل النماذج محاولات بشرية أولية لفهم أسرار الطقس والمناخ، لكنها غير قادرة على التنبؤ المطلق بسبب تعقيد النظام الجوي وتشعب التغيرات المناخية المفاجئة. ومع ذلك، فإن التطور التقني والرياضي في بناء النماذج يسهم في تحسين دقة التنبؤات، مما يُساعد البشرية على اتخاذ قرارات استراتيجية أفضل.

🔹 النماذج ليست يقينية، بل احتمالية، وكل تحديث يُقرّبها أكثر إلى الحقيقة، لكنها لم ولن تبلغ الكمال، لأن علم الغيب عند الله وحده .. هذا والله أعلم.

أ.د. عبدالله المسند

2025-1446