• 168 قراءة


  • 0 تعليق

العلم والعلماء في مواجهة تعقيدات الطقس والمناخ

💢حتى هذه اللحظة، لا يزال العلم عاجزًا عن الوصول إلى فهم كلي وشامل لطبيعة الطقس والمناخ، والعوامل المتداخلة التي تؤثر فيهما .. فعلى الرغم من التقدم العلمي والتقنيات الحديثة، تبقى هذه المنظومة فائقة التعقيد، حيث تتداخل فيها عوامل متعددة تمتد عبر الغلاف الجوي، والمحيطات، والكتل القارية، والإشعاع الشمسي، والعوامل الفلكية، ناهيك عن التأثيرات غير الخطية التي تجعل استقرائها بشكل قطعي أمرًا بالغ الصعوبة.

💢 وبناءً على ذلك، لا يستطيع العلماء، مهما بلغت معارفهم، ترجمة فهمهم الحالي إلى معادلات رياضية محكمة، أو قوانين فيزيائية مطلقة تتيح التنبؤ بالطقس أو تغيرات المناخ بنسبة دقة 100% أو حتى 90%، والسبب في ذلك أن الطقس والمناخ خاضعان لما يُعرف في الفيزياء بالحساسية للشروط الابتدائية، وهو أحد ركائز نظرية الشواش التي تُظهر أن التغيرات البسيطة في الظروف الأولية قد تؤدي إلى نتائج هائلة وغير متوقعة.

💢وكلما ازداد العالم تعمقًا في دراسة الطقس والمناخ، ازداد إدراكه بمدى جهله واتساع رقعة المجهول في فهم الظواهر الطبيعية، فالأرض ليست مجرد نظام فيزيائي خطي يمكن حله بمعادلة واحدة، بل هي ديناميكية معقدة متعددة المتغيرات تتفاعل فيها عناصر فيزيائية وكيميائية وبيولوجية على مستويات زمنية ومكانية متفاوتة.

💢وفي هذا السياق، يبقى الإنسان أمام إرادة الله في خلقه وسننه الكونية، فكما قال تعالى: "وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً"، ليظل الإدراك العلمي مهما بلغ محدودًا أمام عظمة الخلق، ويبقى تفسير أسرار الطبيعة تحديًا مستمرًا للعقل البشري .. هذا والله أعلم.

أ.د. عبدالله المسند

2025-1446 

  •   
التعليقات
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ، بل تعبر عن رأي كاتبها
المتصفحون الان: 15
أنت الزائر رقم 4,226