إتهام رسول الله بأنه لعان ولعن ممن يُفترض أنهُ بُعث إليهم وبأن يتبعوه وهُم اليهود والنصارى
.....................
بحجة أنهم إتخذوا قبور أنبياءهم مساجد...وهذا من الكذب المفضوح والبواح ، فهل رسول الله لعان وشتام وسباب ، ونجد أن اللعن على العموم " لليهود والنصارى" ولا وجود لإستثناء وهذا من الكذب والإفتراء على رسول الله وهو الذي يعلم بعلم من الله عن اليهود والنصارى ما لا يعلمه غيره ، بأنهم لم يحدث ذلك منهم...وما وُجد هذا إلا لتشويه صورة رسول الله وصورة الإسلام وصورة ما جاء به وتنفير الخلق منهُ ومن رسالته...وسنتحدث بإستعمال كلمة " نصارى" مع أن الموجودون الآن ومن قبل هُم مسيحيون بدءأً من القرن الثالث الميلادي...ونقول هذا كذب فما تم نسبته كذب والمنسوب كذب أي كُله كذب في كذب ، ورسول الله وما تم نسبته لهُ جعلوه لا يتحدث عن صور وتماثيل وإنما عن قبر وقبور واتخاذها مساجد.. وهذا كذب...ولا نقول بأن أُمنا ومن رووا معها يكذبون حاشى ذلك ...وإنما المُجرم من ألف هذا جعلهم سنداً لهُ وكم وكم تم نسبة ما تم إفتراءهم لهم ولغيرهم....ورسول الله نهى عن البناء على القبور ولكن ليس بطريقة ما تم إيراده .
...............
لأنه لا اليهود ولا النصارى إتخذوا قبور أنبياءهم مساجد...وإنما الذي إتخذ القبور مساجد وبنى عليها أو بالقرب منها مساجد ويتم السجود عندها وحولها هُم المُسلمون وهذه حقيقة قائمة لحد الآن ولا وجود لما نُسب لرسول الله لا عند اليهود ولا عند النصارى .
.............
وقبل كُل شيء فالمساجد هي للمُسلمين ولا وجود للمساجد لا عند اليهود ولا عند النصارى...وأما النصارى فعندهم الكنائس واليهود الكنيس أو معبد ، ثم إن اليهود والنصارى لا يسجدون لله في صلواتهم....فاليهود صلاتهم عبارة عن ترتيل لكتب بأيديهم مع إمالة الرأس للأمام وللخلف..والنصارى صلاتهم بأنهم يجلسون على مقاعد خشبية في الكنيسة وصلاتهم دُعاء سواء في الكنيسة أو في أي مكان وحتى في بيوتهم ولا سجود عندهم...وإذا قالوا بأن المقصود هو سجودهم عند قبور أنبياءهم فلا قبر معروف لا لنبي النصارى ولا لنبي ورسول اليهود .
.............
ولنبدأ بالنصارى أو ما يُسمى الآن بالمسيحيين ، ليس لهم إلا نبي واحد ، فنبيهم هو المسيح عيسى إبنُ مريم...وبما أنه تشابه إيمان المُسلمين مع إيمان النصارى بأنه ليس لهُ قبر في الأرض بل رفعه الله عنده أو إليه...فكيف يُنسب لرسول الله هذا الكذب بأنه وصف النصارى بأن لهم أنبياء وهو نبي واحد ، وبأنهم إتخذوا قبره مسجد وهو لا قبر لهُ؟؟؟!!!
...........
ونأتي لليهود ونبيهم ورسولهم هو موسى عليه السلام ، ولا وجود بنظرهم لنبي ورسول إلا هو....وقبره غير معروف لا لليهود ولا لغيرهم وهذا بمشيئة من الله....وحتى أنبياءهم الآخرين في نظرنا فقبورهم غير معروفة....فكيف يُنسب لرسول الله هذا الكذب...بأنه لعن اليهود لأنهم إتخذوا قبور أنبياءهم مساجد وهم لم يتخذوا ذلك فلا مساجد عندهم ولا قبور لأنبياءهم معروفة لديهم...كما هو عدم وجود قبر لنبي ورسول النصارى فكيف يُتخذ قبر من لا قبر لهُ مسجداً أو مساجد؟؟؟!!!
............
وعلينا الإنتباه بأن من ألف هذا وافتراه ونسبه لمن نسبه إليهم...جعل رسول الله يختم رسالته ونبوته ويختم أعماله قبل لقاءه لوجه ربه.... باللعن... ولمن لأُمتين من أهل الكتاب هو مبعوث إليهم ولهدايتهم....فهل قال الله لهُ إلعن عشيرتك الأقربين...أم أنذر عشيرتك الأقربين.....وهدف المُفتري الوضاع هو بأن نبي الإسلام لعان وشتام وسباب وبأن دين الإسلام دين كراهية ودين إزدراء وتحقير للآخرين
...................
فإذا جاء المُسلم أو الداعية لدعوة أي يهودي أو نصراني ومسيحي للإسلام وإتباع رسول الله...من المؤكد إن كان ممن إطلع على هذا سيقول لهُ كيف تطلب مني أن أتبع نبيك ورسولك وهو لعننا قبل موته بقليل بدون وجه حق وبدون دليل .
وتركيب الأسانيد ونسبة الأحاديث لمن يختارون نسبتها لهم كان لها مُختصون بذلك ، وكانت أُمنا عائشة وابن عباس وغيرهم ومن المؤكد أبو هُريرة ممن تم إختياره لذلك...ونأتي لتلك الأحاديث المكذوبة .
....................
فالحديث الأول تم نسبته لأُمنا الطاهرة عائشة رضي اللهُ عنها بأنها قالت عن رسول الله بأنه قال...في مرضه الذي لم يقُم منهُ
.......................
" لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
.............
ونجد قلة الأدب والتأدب من المُجرم الذي ألف هذا عندما قال...( في مرضه الذي لم يقُم منهُ) وهي مسبة لأنه لو كان لهذا حقيقة وأُمنا من تروي لقالت ..في مرضه الذي تُوفي فيه..أو في مرضه الذي لاقى ربه به...إلخ...وعنما يُريد شخص أن يدعوا على مريض يقول نشالله ما يقوم من هالمرضه...أي يموت بسببها .
..............
والحديث الثاني تم نسبته لأمنا عائشة ولإبن عباس رضي اللهُ عنهم أن رسول الله قال وهو في مرضه
....................
" لعنة الله على اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
ولا نجد هُنا ذكر للنصارى
............
والحديث الثالث منسوب لأبي هُريرة بأن رسول الله قال
...............
" قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "
.............
ولا وجود هُنا للنصارى...وهُنا...قاتل...وقبلها لعن...والذي قبله لعن...فأي الثلاثة نُصدق...هذا دلالة على أن ذلك من تأليف الوضاعون المُجرمون
.................
فكيف يلعن رسول الله وعلى العموم اليهود والنصارى وبكاملهم وكان فيهم من المؤمنين وفيهم الموحدون وهُم الذين وصفهم الله بقوله تعالى
................
{لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ }المائدة82
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }البقرة62
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِؤُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وعَمِلَ صَالِحاً فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }المائدة69
......................
أما عن من أتخذ القبور مساجد فعن الشيعة فحدث ولا حرج وهُم مُسلمون ومن أُمة سيدنا مُحمد....وأما أهل السُنة فمن يأتي لبلاد الشام وغيرها يجد تلك الأضرحة وتلك المُقامات وتلك المساجد.. ومن العجيب أن بعضها حتى غالبيتها لأنبياء بني إسرائيل... وكمثال مقام النبي شُعيب ومقام النبي يوشع بن نون ومقام النبي جادور كُلها فيها أضرحة ومُقام عندها أو عليها مساجد..حيث يقوم من يأتي إليها بالذهاب عند القبر والصلاة ركعتين...أي سجود ومُتخذ عليها مساجد هذا عدا عن المساجد على قبور الصحابة أينما وُجدت وعُرفت .
.............
وبالتالي فما نُسب لرسول الله وهو مريض وهو في نهاية رسالته يجعلونه يسب ويلعن فهذا من الكذب وما أكثره في تلك الكُتب
...........
ومما يوردونه ويستشهدون به قولهم ...عن عائشة أنّ أمّ سلمة ذكرت لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كنيسةً رأتْها بأرض الحبشة يقال لها: مارية فذكرت له ما رأت فيها من الصّور. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصّالح، أو الرّجل الصّالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوّروا فيه تلك الصّور، أولئك شرار الخلق عند الله
...........
أولئك قوم إذا مات فيهم العبد الصّالح ، أو الرّجل الصّالح بنوا على قبره مسجدًا
..................
وهذا الكلام المنسوب قوله لرسول الله غير صحيح ولا يمكن أن يقوله رسول الله ومن أوجده جعل رسول الله يتحدث عن النصارى...فالمُفتري لو قال كنيسة لربما يمر كذبه...مسجداً؟؟!! النصارى يبنون مسجداً؟؟!!...ولا وجود للنصارى بأنهم يبنون شيء على قبر من يموت منهم صالحاً أو غير صالح ولا وجود لديهم إلا الكنائس ولا وجود لديهم لأي قبر في كنيسة بالعالم...كيف يُنسب لرسول الله كذب على عواهله....وأذهبوا لما قاله الشُراح والمُبررون لتروا العجب .
................
وإذا يصح يصح حديث سمرة الذي قال فيه " سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قبل أن يموت بخمس وهو يقول: إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك"...وهذا يصح عن رسول الله فلم يُحدد من هُم ... إن من كان قبلكم .
...............
عمر المناصير..الأُردن.......7/ 12/ 2019
@ الحلم الجميل @
22 ديسمبر 2011
(اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
الحسنى
22 ديسمبر 2011
ولا يهونون الشيعة ! نفس الطريقة إذا استحقوا اللعنة
جميع الحقوق محفوظة 2021
جميع التعليقات والردود المطروحة لا تمثل رأي موقع
الدكتور عبد الله المسند ،
بل تعبر عن رأي كاتبها